2025-07-30 09:26:24
شهد الدوري التونسي لكرة القدم موجة غير مسبوقة من إقالات المدربين خلال المرحلة الأولى من الموسم الحالي، حيث قام 11 نادياً من أصل 16 بتغيير طاقمها الفني مرة واحدة على الأقل، في مؤشر واضح على حالة عدم الاستقرار التي تعيشها الأندية التونسية.

أرقام صادمة تعكس أزمة حقيقية
بلغ عدد المدربين الذين أشرفوا على فرق الدوري التونسي في المرحلة الأولى فقط 40 مدرباً، بمعدل يقارب 3 مدربين لكل فريق، وهو رقم قياسي في تاريخ الكرة التونسية. ولم تسلم من هذه الموجة سوى 5 أندية فقط حافظت على طاقمها الفني منذ بداية الموسم، وهي الترجي والنجم الساحلي والمنستيري وأمل حمام سوسة واتحاد تطاوين.

النادي البنزرتي.. الرقم القياسي في التغييرات
تصدر النادي البنزرتي قائمة الأندية الأكثر تغييراً للمدربين، حيث تعاقب على تدريبه 5 مدربين في موسم واحد فقط. بدأ الفريق الموسم مع سامي القفصي الذي أقيل في أكتوبر الماضي، ليخلفه كريم التواتي ثم نجم الدين أمية، قبل أن يتم تعيين خالد بن يحيى الذي لم يصمد سوى شهرين فقط، ليأتي بعده سفيان الحيدوسي الذي قاد الفريق لتحقيق انتصارات مهمة.

أسباب متشابهة وراء الإقالات المتتالية
أكد الخبراء أن ظاهرة الإقالات المتكررة تعكس أزمة هيكلية في الكرة التونسية، حيث تفتقر معظم الأندية لاستراتيجية واضحة وتعتمد على الحلول السريعة. وقال المدرب السابق حافظ القيطوني: "المدرب التونسي أصبح أول من يدفع ثمن أي نتيجة سلبية، في غياب رؤية واضحة من مجالس الإدارة".
من جانبه، أشار محمد الطرابلسي رئيس النادي الصفاقسي إلى أن "النتائج السيئة والاختلافات في وجهات النظر كانت السبب الرئيسي لإقالة المدرب الإيطالي ماوريسيو جاكوباتشي"، مؤكداً أن مقاييس كرة القدم ترتكز على النتائج في المقام الأول.
تداعيات خطيرة على مستقبل الكرة التونسية
حذر المدرب السابق شاكر مفتاح من أن "الكرة التونسية تسير نحو المجهول في غياب خطة عمل واضحة"، مشيراً إلى أن التهافت على النتائج بأي ثمن أصبح السمة البارزة للدوري التونسي.
هذه الموجة غير المسبوقة من الإقالات تطرح تساؤلات كبيرة عن مستقبل الكرة التونسية، وتؤكد الحاجة الملحة لإعادة هيكلة شاملة تعتمد على التخطيط الاستراتيجي بدلاً من الحلول الترقيعية التي أثبتت فشلها في تحقيق الاستقرار المنشود.