باولو مالديني من أساطير الدفاع إلى مهندس عودة ميلان للمجد
2025-08-18 13:08:34
بعد 11 عاما من الانتظار، عاد ميلان إلى عرش الكالتشيو بفضل رؤية إدارية حكيمة يقودها أسطورة النادي باولو مالديني، الذي نجح في تحويل مسيرته الأسطورية كلاعب إلى إنجاز مماثل في المكاتب الإدارية.

رحلة التحول من الملعب إلى المكاتب
اعتاد مالديني رفع الكؤوس خلال مسيرته الذهبية كلاعب، حيث قضى ربع قرن في صفوف الميلان محققا كل الألقاب الممكنة. لكن إسهامه في إنهاء صيام الفريق عن لقب الدوري الإيطالي بعد غياب دام 11 عاما يحمل مذاقا خاصا هذه المرة.

بعد اعتزاله عام 2009، بقي مالديني بعيدا عن النادي لمدة 9 سنوات قبل أن يعود عام 2018 كمدير للتطوير، ثم مديرا تقنيا بعد عام واحد فقط. هذه العودة جاءت في توقيت حرج حيث كان النادي يعاني من أزمات مالية وإدارية حادة أثرت على أدائه.

فلسفة التعاقدات الذكية
اعتمد مالديني على رؤية واضحة في بناء الفريق، حيث ركز على:
- جذب المواهب الشابة الواعدة
- تحقيق التوازن بين الخبرة والشباب
- التعاقدات المدروسة بأسعار معقولة
ومن أبرز الصفقات الناجحة:- تيو هرنانديز (20 مليون يورو من ريال مدريد)- رفائيل لياو (من ليل الفرنسي)- إسماعيل بن ناصر (من إمبولي)- ساندرو تونالي (من بريشيا)- فيكايو توموري (إعارة من تشلسي)
القيادة خارج الملعب
لم يقتصر دور مالديني على التعاقدات فقط، بل لعب دورا محوريا في:
- بناء العقلية الفائزة بين اللاعبين
- نقل خبرته الكبيرة للجيل الجديد
- خلق بيئة تنافسية صحية داخل الفريق
كما أظهر حنكة في التعامل مع رحيل نجم الفريق جيانلويجي دوناروما، حيث استعاض عنه بمايك ماينان الذي أصبح أحد أركان الفريق.
إرث عائلي متجدد
كانت فرحة مالديني مضاعفة بتتويج ميلان، حيث شارك نجله دانييل في تحقيق هذا الإنجاز، ليصبح ثالث فرد في العائلة يفوز بلقب الدوري مع الميلان بعد الجد تشيزاري والأب باولو.
رؤية مستقبلية واعدة
أقر مالديني بأنه لم يكن يتخيل العمل الإداري بعد الاعتزال، لكنه قرر تحمل المسؤولية لمساعدة ناديه العزيز. اليوم، وبعد تحقيق هذا الإنجاز الكبير، يؤكد أن الطريق ما زال طويلا أمام ميلان لاستعادة مكانته بين عمالقة أوروبا.
بقيادة مالديني وشراكة المدرب ستيفانو بيولي، يبدو أن الميلان قد وجد أخيرا الصيغة الصحيحة للعودة إلى المنافسة على جميع الجبهات، محققا بذلك الحلقة المفقودة بين ماضي النادي العريق ومستقبله الواعد.